منحة في محنة

منحة في محنة

في حي الميدان في حلب كانت نشأتي ولهذا الحي طبيعة خاصة فقد كان فيه خليط من جميع الطوائف، مسيحية، أرمن، مسلمون، وأيضاً أكراد ومن الطائفة العلوية، حتى أن زوجة أبي كانت مسيحية فأفرز هذا التنوع في الحي انفتاحاً عندنا وقبولاً للأخرين، حتى في بيتنا نفسه كنا نحتفل بأعياد المسلمين والنصارى.

كانت حياتي في الحي وفي المدرسة دافئة بقدر دفء تلك الأيام ففي السبعينات لم يكن هناك وسائل تواصل ولا انترنت ولا هواتف فكنا نقضي أوقاتنا كأطفال في الشارع نروي القصص ونلعب وكانت الحياة في الحي اجتماعية جداً فالزيارات بيننا كانت كثيرة حتى التجهيز للأعياد والمناسبات ومونة البيت كانت مشتركة بين الجيران، وكان لدي أصدقاء من جميع الطوائف حتى صديقي من الطائفة العلوية تفاجأت أن أخاه أصبح ضابطاً في الأمن العسكري بإدلب وآذى الناس كثيراً حسب ما سمعت من رفاق السجن من مدينة إدلب لاحقاً، وكأنه قد نسي ذلك الجو الدافئ الذي نشأنا فيه.

أما عن مدرستي كان لمعلمي في الصف الخامس أثراًَ كبيراًَ في حياتي و استمر إلى الآن فقد رسم لي بداية مسار الالتزام الديني الذي كنت أعيشه فبفضله التزمت بالصلاة في المسجد في كل وقت، ولا زالت كلماته ونصائحه في بالي فهي التي ساعدتني كما قلت على تشكيل شخصيتي.

لمتابعة قراءة قصة منحة في محنة يمكنكم الضغط هنا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest