عودة اللوتس إلى زهرة المدائن

ولدت في مدينة اعزاز بمحافظة حلب. حين نشأت كنا عشرة أبناء؛ أخواتي الثلاث الأكبر متزوجات، وإخوتي الشباب الخمسة، وأنا وأختي. كنت أقضي وقتي في أعمال البيت والتنظيف؛ بيت أهلي كبير حوالي الألف متر وفيه أشجار. وكنا نلعب بالحصى والأحجار وبالحبلة.

كانت أمنيتي أن أدرس. كنت أرى بنات الجيران يذهبن إلى المدرسة، أو بنات أقاربنا من عمري، لكن أهلي رحمهم الله وسامحهم لم يقبلوا. لم يرسلونا إلى المدرسة بسبب خوفهم علينا. في ذلك الوقت كانوا يخافون على البنات كثيراً. أرسلوا إخوتي الصبيان لكن أنا لم أذهب ولا لأي صف. لا أعرف حتى شكل المدرسة.

وافق أبي أن تذهب أختي الصغيرة إلى المدرسة بسبب شدة إصراري ورجائي، فصرت أستيقظ باكراً بدلاً عن أمي وألبس أختي وأربط شعرها. أيامها كانوا يلبسون الفولار البرتقالي والصدرية البيج. كنت فرحة كثيراً. كان عمري حوالي العشر سنوات وبيني وبينها ست سنوات تقريباً. كنت أساعدها في حلّ الوظائف عندما ترجع.

كان أبي رحمه الله يذهب إلى حلب ليجلب لوازمنا وكان يأخذني معه وكنت أفرح كثيراً ولا أنام ليلتها. كانت تلك أيام عيد بالنسبة لي. كان يسألني عن لوازمي ويشتري لي صندويشة أو شعيبية أو قطعة حلويات. كنت أفرح كثيراً. كان يعمل حارساً في الفرن. وكان يأتي إلى تركيا، إلى عنتاب وكلّس، ليجلب الموالح ويتاجر بأشياء كهذه. أمضينا أوقاتاً غير ميسورة مادياً لكن لم يكن هناك فقر كالآن والحمد لله رب العالمين. كنا نسهر كلنا في المساء نأكل البزر ونتفرج على التلفزيون بالأبيض والأسود. نذهب للنوم في الساعة الثامنة والنصف. نستيقظ في السادسة صباحاً ونفطر. يذهب والدي إلى السوق ليحضر لوازم الطبخ. كانت طفولتي حلوة جداً. كنت سعيدة مع أهلي.

لمتابعة قراءة قصة عودة اللوتس إلى زهرة المدائن يرجى الضغط هنا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest