لا شيء يشبه بلدي. أكبر خسارة لنا كسوريين في الحرب هي أننا خسرنا بلداً لا يمكن تعويضه. بلدنا يستحق كل الدم الذي سفكناه من أجله، ويستحق أكثر من أجل استعادته.
أنا من سكان حلب الأصليين، ولدتُ في عائلة محافظة، وأشعر أحياناً أن المجتمع الحلبي متعصب، وأنا لا أحب ذلك. ولدتُ كطفلة مثل جميع الأطفال، كانت حياتي سلسة نوعاً ما إلى أن بلغت فترة المراهقة.
عندي 6 أخوة في العائلة، إضافة إلى الأب والأم. ثم بدأ الأخوة والأخوات يتزوجون فتقلص هذا العدد. أنا الوسطى بينهم، ثلاثة أكبر مني وثلاثة أصغر. حين بلغت الرابعة عشرة من عمري تزوج أخويّ الأكبر وابتعدا عن حياة الأسرة، فبقيت مع الأخوة والأخوات الأصغر سناً، وعلاقتي بهم أقوى من علاقتي ممن يكبرونني في العمر، كذلك بقيت معنا أختي الأكبر مني.
كان المرحوم أبي يدللني كثيراً، فتعوّدتُ على حياة الرفاه، ثم بدأت الصعوبات حين بدأ وضع أبي الصحي بالتراجع. وأنا طالبة في الجامعة وأعمل في الوقت نفسه، فبدأت أعاني من ضغوط الحياة. فرحة بابا بتفوقي في المدرسة لا أنساها أبداً، في المرحلة الابتدائية بشكل خاص، واستمر ذلك في المراحل اللاحقة أيضاً. كانت إدارة المدرسة تعلق على صدر الطالب المتفوق وساماً ونجمة لمدة أسبوع، ثم نعيدها إليهم. فكان المرحوم أبي يبتهج بهذا الوسام. أذكر أنني كنت في الصف السادس حين حصلت على الوسام، فأجلسني أبي في حضنه وابتهج كثيراً. أما أمي فأشعر أنها كانت تدلل أختي أكثر مني.
لمتابعة قراءة قصة درب العدالة يمكنك الضغط هنا