كان يوماً لا ينسى من شدة الأسى والحزن والألم الذي رأته الناس في ذلك اليوم، فلا يخطر على بال إنسان أن من يذهب ليحضر قوت يومه من الخبز أنه سيقتل في سبيل ذلك.
كان ليلة القدر في رمضان جاء قريبنا لينادي زوج أختي للذهاب للفرن فقال له: أنه متعب اليوم وسيذهبون غداً، كانوا سيذهبون في السوزوكي مع جيراننا في سيارة السوزوكي، ذهب شباب هذه العائلة المكونة من شابين متزوجين وشابين كان عرسهم في عيد الفطر وشاب بعمر ال 14 وصهرهم زوج ابنتهم الوحيدة والأب وابن خالهم، هذا الموكب من الشباب الذين كان يحبهم كل أهل الحي لأنهم كانوا يساعدون جميع أهل الحي ويلبون لهم احتياجاتهم، سقط هذا الموكب من هذه العائلة الكريمة كلهم بين قتيل وجريح فاستشهد أحد الشباب المتزوجين والاثنين العرسان والرابع استشهد أيضاً وصهرهم الوحيد أما الابن الأكبر و الأب وابن الخال فقد أصيبوا بجروح خطيرة بسبب قذائف النظام للفرن عندما كانت الناس تقف طوابير لتحضر ما يسد رمقها من الخبز، وضعوهم في السيارة وجاءوا بهم إلى بيتهم، لا أنسى منظر أمهم التي صارت تزغرد وتخاطب أبنائها الشهداء قائلة: كنتم ستصبحون عرساناً في العيد لكنكم استعجلتم، عم الحزن في الحي بسبب ما حصل، وعندما كان الناس يذهبون لعزاء الأم تقول لهم: لماذا تعزونني أنا الخنساء أم الشهداء، كنت عندما أنظر إليها من الشرفة لا أتمالك نفسي من البكاء وأنا أراها وحيدة بعد أن كان عندها عزوة من أولادها الشباب.
لمتابعة قراءة قصة امرأة لا تعرف اليأس يمكنك الضغط هنا